في حواري الأمس مع نفسي , رأيتها ضعيفة الإيمان فذكرتها .
فقلت لها : ضعيفة الإيمان ؟
قالت : ما أنا إلا نفس الإنسان .
قلت لها : من قدر للشمس أن تمشي مسارها ؟
قالت : لعله الرحمن .
قلت لها : من قدر لها المشرق تُشرق ولماذا لا تشرق تارة هنا وتارة هنا ؟
فقالت : حقا إنه الرحمن .
قلت لها : أأصدفة صنعت هذا ؟
فقالت : لا يختلف في هذا إثنان
قلت لها : والشمس تجري بعكس عقارب الساعة ؟
فقالت : سبحان الله إنه نظام الأكوان .
قلت لها : ولولا رب القمر لذهبنا في هلاك ؟
فقالت وكيف ذلك ؟
فقلت لها : لولا الله ثم دقة مكان القمر , لطارت الأرض ولضعنا في الزمان
فقالت : لم أفهم .
فقلت : قال علماء الفلك إنه لو تزحزح القمر قليلا لفقدت الأرض مكانها , فجاذبيته تمسكنا من بعد الرحمن
فقالت : يا سبحان الله !
فقلت لها : أما زلت ضعيفة الإيمان ؟
فقالت : قليلا !
فقلت : ويحك إن الشمس تدور بعكس عقارب الساعة , وكل الكواكب كذا , وهي تدور حول أفلاك وحول نفسها , فمن قدر لها هذا النظام المرتب ؟ أهي الصدفة ؟
فقالت : آمنت إيمانا قويا بالمنان
فقلت لها : وأثبت إيمانك بالقول أن الحجاج في مكة يدورون عكس عقارب الساعة
فذهلت وصمتت : ولم أعد أسمع لها حسا إلى الآن
يا نفس أقلعي عن التفكير مع الشيطان , يا نفس كلما ذكرتي الشيطان أذكرك بالرحمن , يا نفس آمني خيرا لك , وأتركي الشر فعندك الإسلام , وهو شامل دستور عظيم , ولك أن أذكرك كلما ضعفتي وإستكنتي !